عندما تسير في طرقات المدينة البائسة تراودك الف فكرة عن كيفية الرحيل
متى سيكون هذا اليوم والى اين لماذا تحول مجتمعنا الى مجموعات مأطرة من العاطلين عن العمل
الذين يتجاذبهم المتغيرات السياسية بل قل المطاحنات السياسية
الكل في غزة يمارس الكذب
الاذاعات المحليه تلفق الاخبار وتبث الفتن
المتحدثون باسم الفصائل يتبادلون التهم
الخاسر الوحيد هو المواطن الغلبان
عندما نجلس في جلسات شبابية لا يكون لنا موضوع غير السفر
الى الخارج وكأننا خلقنا في هذه البقعه لنحارب الدنيا في سبيل الخروج والخروج الابدي
الوطن يخسر جيلا بأكمله
الشعب منهك
لا يملك مقومات البقاء فضلا عن المقاومة
في بلادنا هناك قطبان رئيسيين
الاول الذي يمثله المتحالفون مع امريكا
الذين يريدون من الشعب ان يتنازل عن كل شئ حتى عن ملابسه ان احتاج الامر لارضاء امريكا
القطب الاخر يريد من الشعب كله الاستمرار في المقاومة الى ما لا نهايه
يريد من الشعب المنهك ان لا يلتفت الى لقمة العيش فقط المقاومة
نحن نعيش في بلد المتناقضات
التناقض في كل شئ
في الافكار وحتى في اسلوب الحياة
لكن كل هذا اهون بكثير من الكره الذي يعتمل في القلوب
الكره وصل الى الاطفال في المدارس
الى المساجد
والى الاسواق
الى كل شئ
الحياة في غزة بين قطبين متنافرين قمة الماساة
الشباب لا يرون اي امل في المستقبل ولا احد يأبه بهم
وكأنهم لا شيء
بإختصار الحياة في غزة
كلها متاعب